البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : أفوق البدر يوضع لي مهاد


القصيدة السادسة حسب شروح سقط الزند ص 281 / عدد الأبيات (51). لم تبين شراح سقط الزند من المخاطب بالقصيدة سوى قول البطليوسي: (قال يمدح بعض الأمراء وكان قد تشكى من علة) ويفهم من الأبيات 18 وما بعده أن المخاطب أحد أمراء بني غسان من أحفاد جبلة بن الأيهم، وقد أشار بشيء من المباهاة إلى تنصر جبلة ولجوئه إلى بلاد الروم فقال: بَنُو أمْلاكِ جَفْنَةَ قَرّبَتْهُمْ =إلى الرّومِ اللّجَاجَةُ والعِنادُ# أرادَتْ أن تُقِيدَهُمُ قُرَيْشٌ =وكانوا لا يُنالُ لهم قِيادُ# ولم نتوصل إلى اسم هذا الأمير الغساني، وقد افتتح أبو العلاء القصيدة بالتعرض لشاعر هجاه وهو حسب كلام الخوارزمي في شرحه للبيت التاسع نفسه الشويعر الذي رد عليه أبو العلاء بالقصيدة العاشرة ولا يعرف من يكون. ثم شرع أبو العلاء في البيت العاشر بتهنئة الأمير الغساني بشفائه. وفي البيت 16 قوله: فلولا اللهُ قال الناس أضْحَتْ = ثمانِيَةً به السّبْعُ الشّدادُ# ويستمر في مدح بني جبلة حتى البيت 24 ليبدأ بوصف رحلته إليه من المعرة إلى حلب (أو حمص أو اللاذقية -ويرجح أنه من أمراء حمص-) وما قطع من الفيافي والوهاد. ثم يعود إلى مدح الأمير من البيت 38 حتى البيت 45 وفي هذه القطعة قوله: ركِبْتَ العاصِفاتِ فما تُجارَى=وسُدْتَ العالَمِينَ فما تُسادُ# ثم يلتفت إلى قصيدته فيصفها بقوله: تَذُودُ عُلاكَ شُرّادَ المَعاني =إليّ فمَنْ زُهَيرٌ أو زِيادُ# إذا ما صِدْتُها قالت رِجالٌ = ألمْ تكُنِ الكواكبُ لا تُصادُ# ثم يختم القصيدة بالعودة إلى مدح الأمير وجاء في مقدمة القصيدة في سقط الزند: وقال أيضاً في الأول من الوافر، والقافية من المتواتر: (1) وقال يمدح بعض الأمراء ديوان أبي العلاء المعري المشهور بسقط الزند. وقف على طبعه جناب العالم الأديب والشاعر البليغ المعلم شاكر شقير البستاني مساعد في تأليف دائرة المعارف وأضيف إليه جدول قاموسي يتضمن الألفاظ اللغوية طبع بنفقة الخواجا لطف الله الزهار صاحب المكتبة الوطنية ( بالمطبعة الأدبية في بيروت سنة 1884). (1)البطليوسي:"قال يمدح بعض الأمراء وكان قد تشكى من علة". وانظر حول شهرة هذه القصيدة في الاندلس والمغرب وخمولها في المشرق صفحة في هذا الموقع بعنوان : الأمير الغساني http://admin.electronicvillage.org/ad_motPersonality_form.php?tagId=1372&form=Edit&begin=1 **** وورد البيت (1) في مآخذ ابن العربي على البطليوسي ورد البطليوسي عليه في كتاب "الانتصار ممن عدل عن الاستبصار" تحقيق الدكتور حامد عبد المجيد قال ابن السِّيد البطليوسي (444ـ521هـ ): القصيدة السادسة حسب شروح سقط الزند مطلعها (أفوق البدر يوضع لي مهاد) البيت (1): ورأيناك لما انتهيت إلى قول المعري: أفوقَ البدر يوضعُ لي مِهادُ= أم الجوزاءُ تحت يَدي وسادُ# عارضتنا في شرحه في موضعين: أحدهما: أنا قلنا: إن هذا الاستفهام يستدعى به تقرير المخاطب على أمر قد ثبت وعرف، والمراد أن ينبه على أمر يتوقع أن يكون ينكره، أو قد غفل عنه، وأن يجعل توطئة ومقدمة لأمر يراد إنتاجه منه، فكأنه قال: ألست قد اتخذت البدر مهادا بل ألست قد اتخذت الجوزاء وسادا، فلم ترض بقولنا، وأنكرت دخول "ألست" هاهنا، وما ذكرناه من معنى التوطئة والمقدمة، وكتبت في الطرة: "هو استفهام فيه معنى التعجب من إعجابه بنفسه، ولا يقدر بـ"ليس"، وهي من حروف النفي". ولو تأملت - أبقاك الله - حق التأمل لرأيت أنك لم تأت بشيء غير ما قلناه؛ لأن التعجب مضمَّن فيما ذكرناه، ولم نرد أن لفظ البيت كما هو يقدر بـ"ليس"، إنما أردنا أن المعنى راجع إلى ذلك. وبيان هذا أن حرف النفي إذا دخل عليه حرف الاستفهام دخل الكلام معنى التقرير واستدعاء ما عند المخاطب من إثبات لما يقرر عليه أو نكير =في (ت) لما يقرر أو ينكر=. والشيء المسؤول عنه ثابت في نفسه، ولكن يتوقع من المخاطب أن ينكره. فإذا قلت لمن تخاطبه: ألم أحسن إليك؟ فمعناه: أتقول: إني لم أحسن إليك؟ فلذلك يقول هو في جوابك: "بلى" دون "نعم"؛ ليحقق الإحسان ويعترف به. ولو قال: نعم لحقق النفي. وكان معناه: نعم، لم تحسن إلي. فإذا اعترف بإحسانك إليه قلت له حينئذ فلم لم تشكر ذلك؟ فتنتج له من التقرير استحقاقُ الملامة واستيجابُ العقوبة. ويتضمن الكلام معنى التعجب للسامعين من سوء معاملته إياك مع إحسانه إليك، وتوالي أياديك لديه. وكذلك لو قلت له: ألست قد أحسنتُ إليك؟ لأفادك ذلك المعنى بعينه. فلما كان غرض المعري في بيته هذ أن يعجب المخاطبين ويقررهم على مرتبته في الشرف آل معنى كلامه إلى معنى قول من يقول: ألست قد اتخذت البدر مهادا؟ ألست قد اتخذت الجوزاء وسادا؟ وصار كلامه راجعا إليه وإن كان ذلك غيرَ ظاهر فيه. ومن هذا الباب قول جرير: ألستم خيرَ من رَكِبَ المطايا =وأندى العالمين بطونَ راحِ# هو تقرير وتعجب معا. فقال له عبد الملك بن مروان: بلى. نحن كذلك. ولو قال جرير:( أأنتم خير من ركب المطايا) لكان جوابه: نعم. نحن كذلك، والمعنيان راجعان إلى غرض واحد، وإن اختلف الجوابان واللفظان. فهذا جواب عن اعتراضك الأول. وأما اعتراضك الثاني فإنا قلنا في الشرح: إنما خص البدر وقد كانت الشمس أنْوهَ في الذكر، وأعظم في الفخر؛ لما أراد من التصاعد من أول مرتبة في الفخر إلى آخر مرتبة فيه. فذكر البدر الذي هو أقربُ الكواكب إلينا، ثم تصاعد إلى الجوزاء التي هي في الفلك الثامن، وهي أرفع مراتب الكواكب، فكان أن أخذ بطرفي الفخر. وتكلمنا على تخصيصه الجوزاء دون سائر الكواكب الثابتة بكلام يطول ذكره. فعارضتنا بأن كتبت في الطرة: ( لا، إنما ذكر البدر لأجل ذكره الجوزاء، والليل يجمعهما. ولو ذكر الشمس مع الجوزاء لافترقا له وافترق المعنى). وهذا الذي قلته - أبقاك الله - معنى آخر ممكن أن يقال. غير أن الذي أومأنا نحن إليه، ونبهنا عليه أحسنُ معنى، وألطفُ مغزى. والشعراء يستعملون التصاعد من الأدنى إلى الأعلى مبالغة في المعاني، فتقول: هو كوكب، بل هو بدر، بل هو شمس، فيكون أبلغ من قولهم: هو شمس دون أن يذكر البدر والكوكب. وأما اعتراضك بأنه لو ذكر الشمس مع الجوزاء لتنافر الكلام؛ لأن الشمس تطلع بالنهار، والجوزاء بالليل، فكلام غير صحيح. لأن الجوزاء طالعة بالنهار مع وجود الشمس كطلوعها مع وجود القمر، وإن كانت تمتنع من رؤيتها الأبصار؛ لأن نور الشمس يغلب جميع الأنوار. وكيف تنافر ذكرها الشمس وهي من بُروجها ومن أوجُها؟ وأما قولك: والليل يجمعهما؛ فكلام طريف؛ لأن الموضع الذي فيه الشمس والجوزاء لا يصل إليه الليل والظلماء، كما يصل الليل إلى موضع البدر. ونحن نمسك هاهنا عن الكَلِم، ونقبض عنان القلم تأدبا، كقول المتنبي: أبلغ ما يطلب النجاح به الـ= ـقصد(1) وعند التعمق الزلل# (1) تعليق موقع المعري: في الديوان وكل ما رجعنا إليه من المصادر الطبع مكان القصد.


الى صفحة القصيدة »»