البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : نقمت على الدنيا ولا ذنب اسلفت


(وهي اللزومية الثالثة بقافية الباء) حسب شروح لزوم ما لا يلزم :(بحر الطويل) عدد الأبيات (6) مقود غير مختار: (1) الباء المضمومة مع الذال: (2) ويستوقفنا في نشرة د. طه حسين والأبياري أنهما ينقلان كلام البطليوسي من غير أن ينسباه إليه في كل اللزوميات التي شرحها . وهي القطعة التاسعة و الثلاثون حسب ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه "صوت أبي العلاء" ص113 وهو كتاب يتضمن شرح خمسين لزومية، نشرت لأول مرة عام ١٩٤٤ : منها ٣٦ لزومية مما قافيته همزة وألف، والباقي من قافية الباء وكل ذلك أدرج ضمن نشرته لشرح اللزوميات لاحقا عام ١٩٥٥م، وقال في شرحه للزومية: لقد أكثرت لوم الدنيا وأطلتَ النعي عليها، وزعمت أنها لك ظالمة، وعليك جائرة، وإليك مسيئة. وما أرى أنها قد اقترفت ذنباً أو اجترحت إثماً، وما أعرف أنها ظلمتك أو أساءت إليك، إنما أنت الظالم لنفسك المسيء إليها؛ توردها موارد الشر، وتحملها محامل السوء، ثم تكلِّف الأيام ما كنت خليقاً أن تكلِّفه نفسك، وتعيبها بما أنت فيه واقع. يلذُّ لك أن تتكذَّب عليها وتصفها بما هي بريئة منه. ماذا جنت عليك الدنيا، وبماذا أساءت إليك؟ كل ذنبها عندك أنها حسناء فتانة وهيفاء خلاَّبة، يستبيك حسنها ويستصبيك جمالها، فأيُّ ذنب لها في هذا الحسن، وأي جناية لها في كلفك بها وميلك إليها. عَذِيرِي من أولئك الخدَّاعين للناس المضلين للعقول المتكذبين على الأغرار، لقد زعموا لهم أن نفوسهم خالدة، وأنها لم تهبط هذا العالم إلا لتبتلى وتجرَّب، متنقلة فيه من جسم إلى جسم، مستفيدة من هذا التنقل صلاحًا لها وتهذيباَ لأخلاقها، وأن السعيد من هذه الأنفس سيلقى من النعمة واللذة ما لا سبيل إلى وصفه، وأن الشقي منها سيلقى من الألم والنقمة ما يطهِّره من أدناس المادة وأدرانها. كلَّا، ما أحسب أن هذا حق، وما أرى أنه صواب، وما أعرف أننا نقضي أيامنا مختارين أحراراً نستطيع أن نصلح نفوسنا ونهذِّبها ونسلك بها إلى السعادة طريقاً مأموناً، إنما نحن عبيد مقهورون، قد أُوثقت أيدينا وأرجلنا بأغلال متينة وأمراس محكمة، فنحن نرسف فيها مجذوبين إلى ما لا نحب، مكرهين على ما لا نرضى. ليس في هذه الحياة لنا خير ولا سعادة، إنما هي الشر الدائم والشقاء المقيم، وأقسم لو أن للحس في ميت بقاء وللشعور فيه وجوداً، لقد كنا أحرياء أن نجد لطعم الموت من العذوبة وملاءمة الطبع ما لا نجده في الحياة. * أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر. * (1)حرف الباء- الباء المضمومة مع الذال -: ص 87 شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2. (2) فصل الباء- الباء المضمومة مع الذال: ص 255 تأليف الدكتور طه حسين، إبراهيم الأبياري ج1/دار المعارف بمصر.


الى صفحة القصيدة »»