البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : أنا بالليالي والحوادث اخبر


اللزومية الثامنة و العشرون بعد الخمسمائة وهي من لزومياته العابرة عدا بيتين كانا في مقدمة ما أحصاه عليه أعداؤه من المطاعن ونافح عن ذلك في كتابه " "زجر النابح" وهما البيتان (4، 5) ما أجهل الأمم الذين عرفتهم=ولعل سالفهم أضلّ وأتبرُ# يدعون في جمعاتهم بسفاهة=لأميرهم فيكاد يبكي المنبر# وهما القطعة رقم (46) من كتاب"الزجر" ص74، كما سنشير إلى ذلك في آخر هذه المقدمة. وما تبقى من ابيات اللزومية أبيات في معان شتى لا رابط بينها سوى اللزوم، وأبدعها قوله: وَكَأَنَّما دُنياكَ رُؤيا نَائِمٍ=بِالعَكْسِ في عُقْبى الزَّمانِ تُعَبَّرُ في نشرة نصار وزند ونسخة الفحماوي ونسخة ابن قضيب البان (وَكَأَنَّما دُنياكَ)، وفي نشرة عدي والخانجي والموسوعة (وَكَأَنَّما رؤياكَ). يعني هذه الحياة أشبه بما اعتاد عليه مفسرو الأحلام من تفسير الشيء بنقيضيه ولا سيما سفك الدماء، فإذا رأى الفتى في المنام عزيزا له مقتولا، سأله معبر الرؤيا: هل رأيت دما، فإن قال: نعم، أجابه (الحمد لله انفدى منامك) وسيأتي تكرير ألفاظ هذا البيت والبيت الذي يليه ومعناهما في اللزومية 531 وهو قوله: وَلَعَلَّ دُنْيانا كَرِقدَةِ حَالِمٍ=بِالعَكْسِ مِمّا نَحْنُ فيهِ تُعَبَّرُ# فَالعَيْنُ تَبْكي في المَنامِ فَتَجْتَني=فَرَحاً وَتَضْحَكُ في الرُّقادِ فَتَعْبَرُ# (وهي اللزومية الثامنة و الأربعون في قافية الراء / عدد أبياتها16) (الكامل): الراء المضمومة مع الباء: ص597_ شرح نَديم عَدِي_ ج2/دار طلاس للدراسات/ط2. @@@@@ سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل قاعد وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر. وننوه هنا إلى أن البيتين (4،5) هما القطعة رقم (46) من كتاب"زجر النابح" لأبي العلاء ص74، وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال: ما أجهل الأمم الذين عرفتهم=ولعل سالفهم أضلّ وأتبرُ#(1) يدعون في جمعاتهم بسفاهة=لأميرهم فيكاد يبكي المنبر# قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في هذين البيتين: المعنى أن في الدنيا أمما لهم أمراء ظلمة يدعى لهم على المنابر. فلو كان المنبر يقدر على البكاء لبكى وندب. وهذه [ المعاني تقع ] (2) كثيرا قال النابغة (3): بكى حارث الجولان من هلك ربه=وحوران منه خاشع متضائل# وقال يزيد بن مفرغ (4): الأرض تبكي شجوها=والبرق يندب في الغمامة# وهذه صنوف من المبالغة أي لو كانت الأرض مما يبكي لبكت. وعلى هذا حمل المفسرون قوله تعالى: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) (5). وجاء في الحديث أن المؤمن إذا قبض بكى عليه مصلاه ومجلسه ومضجعه. وقد شهر أن المنابر على عهد بني أمية كان يذكر عليها ما لا يجب أن يعاد ذكره لأنه خروج (عن الدين (6)) هـ. هذا كلام الشيخ (7). (27_آ). (1)أتبر: اسم تفضيل من التبار وهو الهلاك والدمار. ومنه قوله عزوجل: (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا ) وقوله: (( وَكُلّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا ). (2) العبارة مطموسة في الأصل. (3) هو النابغة الذبياني أحد فحول شعراء الجاهلية المعروفين. والبيت من قصيدة له في ديوانه (58-63) قالها في رثاء النعمان بن الحارث الغساني ومطلعها: دعاك الهوى واستجهتلك المنازل=وكيف تصابي المرء والشيب شامل# (4) هو يزيد بن زياد بن ربيعة الحميري من شعراء القرن الأول عرف بالغزل والهجاء توفي سنة69 هـ (الأعلام 9: 235) والبيت من قصيدة له أوردها المرصفي في رغبة الآمل(4:63) مطلعها: أصرمت حبلك من أمامه=من بعد أيام برامه# (5) سورة الدخان 29. (6)ما بين القوسين مطموس في الأصل. (7) وقد أضيف بعد هذا الكلام بخط مختلف مايلي: (وقد كان الأمير من بني أمية يسكر ويفسق ويخرج يصلي بالناس ويخطبهم حتى إن بعضهم أخرج امرأته فصلت في الناس وهي جنب سكرانة). ثم أضيف بخط مختلف وفي ناحية أخرى من الهامش ما يلي: (ليت شعري هل ينبغي للمنابر أن تكف الدموع الزواخر، وقد لعن على رؤوسها مولى المؤمنين بنص رب العالمين ألف شهر وأبيد أولاده بالقتل والأسى والقهر وقد كان في مصر خطيب يلعن أمير المؤمنين كل جمعة، فنسى ذلك يوما من الأيام وخرج في بعض حوائجه إلى خارج البلد فذكر أنه لم يأت بالموظف فتحسر لذلك وتأسف وقضاه عند ذلك وبنى هناك مسجدا أسماه الذكر، ولعمري إن من يعترض على هذا البيت لخليق بالذم والتوبيخ لأنه وضع الشيء في غير موضعه وتكلم على من لا يجوز عليه الكلام.


الى صفحة القصيدة »»