البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : إذا اقبل الإنسان في الدهر صدقت


اللزومية السادسة والأربعون: (وهي اللزومية العاشرة بقافية الباء) حسب شروح لزوم ما لا يلزم : (بحر الطويل). عدد الأبيات (3) مكر الغني: (1) الباء المضمومة مع الذال: (2) ويستوقفنا في نشرة د. طه حسين والأبياري أنهما ينقلان كلام البطليوسي من غير أن ينسباه إليه في كل اللزوميات التي شرحها . وهي القطعة السادسة والأربعون حسب ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه "صوت أبي العلاء" ص126 وهو كتاب يتضمن شرح خمسين لزومية، نشرت لأول مرة عام ١٩٤٤ : منها ٣٦ لزومية مما قافيته همزة وألف، والباقي من قافية الباء وكل ذلك أدرج ضمن نشرته لشرح اللزوميات لاحقا عام ١٩٥٥م، وقال في شرحه للزومية: ما أحرصَ الناسَ على تصديق الغنيِّ والثقة بصاحب الثراء، قد أقبلت عليه الأيام فأسبغت عليه من النَّعمة ثوباً ضافياً خلَّاباً، لم يكد يظهر فيه صاحبه حتى خلب العقول والألباب، فخيَّل إليها أن باطله حق، وكذبه صدق، وضلاله هدى. حدِّثني بما شئت من تضليل وتغرير، وأوهمني بما استطعت من سطوة وسلطة، وخيِّل إليَّ أنك تملك نفعي وضري وتقدِر على خيري وشري؛ فإنك عندي كاذب غير صادق ومائن غير أمين. لقد فقدتَ القدرة فما تستطيع عملاً وما تقدر على شيء. إن أنت في الحياة إلا عبد مقهور مستذل، قد خيِّل إليه أنه قادر مختار فعال. لقد خدعك الخيال وكذَبتك المنى. أَظْهِرْ النسك والعبادة، وأعْلِنْ الهدى والطاعة، وتجافَ بين أيدي الناس عن نعيم الحياة ولذاتها، وحدِّثنا أنك وفيٌّ بالعهود حافظ لغيب الصديق، فما أنت في ذلك إلا مختلق منتحل. إنك لتتزهد بين أيدينا عن لحم الحيوان، ولكنا نكاد نلمس بأيدينا قَرَمَك إلى لحم الإنسان، ولا سيما إن كان صديقاً أو خليلاً. * أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر. * (1)حرف الباء- الباء المضمومة مع الذال-: ص 94 شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2. (2) فصل الباء- الباء المضمومة مع الذال-: ص 281 تأليف الدكتور طه حسين، إبراهيم الأبياري ج1/دار المعارف بمصر. تعليق موقع المعري: وكان المرحوم عبد الوهاب عزام قد تناول نشرة الدكتور طه حسين والأنباري بالنقد فور صدورها في مقالتين نشرتا في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ( المجلد 30ج3 /1955م-1374هـ، والمجلد31 ج3/1956م-1375هـ ) ويظهر من كلامه أنه لم يطلع على شرح البطليوسي لما اختاره من اللزوميات لأن نقده خلا من الإشارة إلى ما نقله طه حسين حرفيا من كلام البطليوسي في كل ما شرح من اللزوميات ولم ينسبه إليه وقد ارتأينا أن ننشر كلام عزام في هامش كل بيت تناول فيه نشرة طه حسين والأنباري بالنقد (ونشير هنا إلى أننا نشرنا مقدمة نقده كاملة في شرح اللزومية السادسة) والبيت الذي تناوله بنقده من هذه اللزومية البيت (2) يقول: أَتوهِمُني بِالمَكرِ أَنَّكَ نافِعي####وَما أَنتَ إِلّا في حِبالِكَ جاذِبُ المعنى واضح. يقول الشاعر: أتمكر بي لتوهمني أنك تريد نفعي، وأنت لا تجر النفع إلا إلى نفسك، تجذب في حبائلك أنت لا في حبال غيرك. فانظر ما يقول الشارح: والحبال: جمع حَبَل ما يصاد به... إلى أن يقول: (والجذب المَد، أي مُوسِع لي في وسائل الإغواء لتصيب مني مقتلاً، وقد يكون الحبال جمع حَبْل بمعنى العهد والذمة والتواصل. ويكون الجذب هنا بمعنى القطع ويكون المعنى أنه يخيِّل له انه على عهده ووده وهو يكيد له ويمكر به. أ.هـ. فانظر كيف بعد عن القريب، وحاد عن الواضح.


الى صفحة القصيدة »»