البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : اقعد فما نفع القيا


اللزومية الرابعة و الثمانون بعد الثلاثمائة وهي من لزومياته في التحذير من الدنيا والحض على مكارم الأخلاق وفيها قوله: وَالشَّخصُ مِثلُ اليَومِ يَم=ضي في الزَّمانِ فَلا يَعودُ# وهو أحد الأبيات التي أُخِذتْ على أبي العلاء ودافع عنها في كتابه "زجر النابح" دفاعا عجيبا حشده بنوادر شعر الجاهلية في الإيمان بالبعث كما سيأتي. (وهي اللزومية السادسة والخمسون في قافية الدال / عدد أبياتها7) (مجزوء الكامل المرفل): اقعد: وقال أيضاً في الدال المضمومة مع العين: ص451- شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2. ******************** سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل قاعد وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر. وننوه هنا إلى أن البيت الخامس(5) هو القطعة رقم (32) من كتاب "زجر النابح" ص52 لأبي العلاء وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال: وَالشَّخصُ مِثلُ اليَومِ يَم####ضي في الزَّمانِ فَلا يَعودُ قال أبو العلاء في الرد على من اعترض في هذا البيت: هذا كلام محمول على إرادة مستثنى، كأنه لا يعود إلا إذا شاء الله، أو لا يعود إلى الدنيا. [وذلك كما قال قسّ بن](1) ساعدة(2): "مالي أرى الناس يمضون فلا يرجعون، أرضوا بالإقامة فأقاموا أم تركوا فناموا؟" ولم يكن قسّ ومن يأخذ بقوله من [العرب غير مصد](1) قين بالبعث. إنما أراد قس أنهم لا يرجعون رجوعاً قريباً أو لا يرجعون إلا يوم القيامة، أو نحو ذلك، وزهير بن أبي سلمى يقول في الجاهلية الجهلاء: فلا تكتمن الله ما في نفوسكم=ليخفى ومهما يكتم الله يعلم# يؤخر فيوضع في كتاب فيُدّخر=ليوم الحساب أو يُعجل فينقم#(3) ولو لم يكونوا يصدقون بالبعث لم تكن البلايا(4) المعقورة عند القبور مشهورة في أشعارهم وأخبارهم. قال الحارث اليشكري: (5) أتلهى بها الجواهر إذ كلُّ=ابن همّ بليةٌ عمياء#(6) وقال أبو زبيد: (7) كالبلايا رؤوسها في الولايا=مانحاتِ الهجير صعرَ الخدودِ#(8) وإنما كانوا يفعلون ذلك ليبعثَ عليها صاحبها في القيامة. وقد كان أعشى قيس(9) من جهال العرب وشرّاب الخمور وذوي التظاهر بركوب الفحشاء وكان مقراً بالبعث وقال يمدح بعض الملوك: (10) فما أَيْبُلِيُّ عَلَى هَيْكَلٍ=بَنَاهُ وَصَلَّبَ فِيهِ وَصَارَا#(11) يُــرَاوِحُ مِــنْ صــَلَوَاتِ الْمَلِي=كِ طَـوْراً خفوقاً وَطَـوْراً جُـؤَارَا#(12) بِـأَعْظَمَ مِنْـهُ تُقـىً فِـي الْحِسـَابِ=إِذَا النَّســَمَاتُ نَفَضـْنَ الْغُبَـارَا#(13) فإذا كان هذا الشاعر وهو من مُرّاد العرب(14) مصدقاً بالبعث للحساب، فكيف بقسّ الذي تشهد بحكمته أفناء(15) القبائل من قحطان ومعدّ؟ هذا كلام الشيخ أبي العلاء على هذا البيت. (95-آ). (1)ما بين القوسين مطموس في الأصل. (2)من خطباء العرب في الجاهلية وأحد حكمائها المشهورين، قيل إنه كان أسقفا لنجران، كما روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أدركه قبل البعثة ورآه يخطب في عكاظ وقال عنه(يحشر أمة وحدة) =الأعلام 6-39= (3)البيتان من معلقة زهير بن أبي سلمى (الديوان 4-32): أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَمْ تَكَلَّمِ=بِحَوْمَانَةِ الدُّرَّاجِ فَالْمُتَثَلَّمِ# (4)البلايا: جمع بلية وهي الناقة التي كانت تعقر في الجاهلية عند قبر صاحبها، أو تُعقل في حفرةٍ هناك فلا تُعلف ولا تسقى إلى أن تموت. وكانوا يزعمون أن الناسَ يحشرون يوم القيامة ركباناً على البلايا أو مشاة إذا لم تعقر مطاياهم على قبورهم. (5)الحارث بن حلزة اليشكري: من شعراء الجاهلية المعروفين وأحد أصحاب المعلقات، ترجمته في=الأغاني9:171-174=، =الشعر والشعراء150=. (6)البيت من همزية الحارث اليشكري المعلقة، ومطلعها: آَذَنَتْنَـــا بِبَينِهـــا أَســـْمَاءُ =رُبَّ ثَــاوٍ يُمَــلُّ مِنْــهُ الثَّـوَاءُ# ومعنى البيت: أن الشاعر يركب ناقته يقتحم بها لفتح الهواجر إذا تحيَّر في أمره صاحبُ كل هم تحيُّرَ الناقة العمياء التي تُعقل عند قبر صاحبها. (7) هو المنذر بن حرملة -أو حرملة بن المنذر- الطائي، شاعر مخضرم توفي في أيام معاوية، ترجمته في الأغاني 11،23-30 وفي الشعر والشعراء 260. (8)الولايا: جمع وَلية، وهي البرذعة التي توضع على ظهر البعير تحت الرحل، وقوله: كالبلايا رؤوسها في الولايا، يعني النوق التي كانت تعقل عند قبور أصحابها وتطرح الولايا على رؤوسها إلى أن تموت. (9)هو الأعشى ميمون بن قيس الشاعر الجاهلي المعروف وأحد أصحاب المعلقات. (10) هذه الأبيات من قصيدة للأعشى يمدح بها قيس بن معد يكرب الديوان45-53 مطلعها: أأزمعتَ من آلِ ليلى ابتكارا=وشطّت على ذي هوىً أن تُزارا# (11)الأيْبُلي: الراهبُ، وهيكل الكنيسة معروف، وصلَّب فيه: أي رسم صورة الصليب، وصارَ: أي صَوَّر (اللسان: مادة صور). (12)الجؤار: التضرع بصوت مرتفع، بعكس الخفوت، ويرواح بين العملين: أي يتداولهما، هذا مرة وذاك مرة. (13) النسَمات: الناس، جمع نسمة وهي الإنسان وأصل معنى النسمة: نفس الروح، وفي هذه الأبيات الثلاثة يصف الشاعر ممدوحه بأنه تقي يراقب ربّه، فليس الراهب المعتكف في هيكله دائباً على صلواته وتضرعه بأعظم من هذا الممدوح تُقىً إذا تحرّكت النسمات يوم القيامة تنفض عنها الغُبار. (14)من مُرّاد العرب أي من عُتابهم وفتاكهم. (15)أفناء القبائل: أخلاطها. هؤلاء من أفناء القبائل، أي لا يدري من أي قبيلة هم.


الى صفحة القصيدة »»